recent
أخبار ساخنة

اليوم السابع: الجدل حول حذفه من مناهج التعليم.. صلاح الدين الأيوبى ملاك أم شيطان؟

كتبت نبيلة مجدى - مؤرخون رفعوه إلى مصاف الأنبياء وآخرون وصفوه بالمستبد ومثقفون: لا يصح التعامل مع التاريخ بـ"انتقائية" وقاهر الصليبيين بطل زمانه أثار قرار وزير التربية والتعليم محب الرافعى، بحذف أجزاء من دروس اللغة العربية التى تقدم للصف الأول الابتدائى التى يرى أنها تحض على العنف من تاريخ القائد صلاح الدين الأيوبى الذى تم تقديمه دائما فى صورة البطل الذى هزم الصليبيين واسترد الأرض العربية من أيديهم، سؤال حول ما إن كان صلاح الدين بطلا أم قائدا دمويا؟. فالقائد الذى هزم الصليبيين هو ذاته القائد المتهم بحسب المؤرخين بحرق مكتبة بيت الحكمة بالقاهرة التى كانت أضخم مكتبة عرفها التاريخ الإسلامى والتى قالت عنها المستشرقة الألمانية زيجريد هونكه فى كتابها «شمس العرب تسطع على الغرب» أنها احتوت على مليونين و200 ألف مجلد، والمتهم أيضا بهدم عددا من الأهرامات بعد دخوله مصر لبناء سور لحماية القاهرة، وتواجه هذه الاتهامات بدفاعات من قبل من يرون فيه بطلا اضطر لاتخاذ قرار فرضتها عليه الظروف التاريخية، وأن الحروب التى خاضها كانت كأى حرب لها منتصريها ومنهزميها. ورأى الدكتور محمد عفيفى رئيس قسم التاريخ السابق بجامعة القاهرة فى هذه الاتهامات "تجنيا" كبيرا على أحد قادة الحضارة الإسلامية، مؤكدا فى حديثه لليوم السابع أنه لا يمكن لنا الآن التعامل مع الأحداث التاريخية بانتقائية"." وأوضح الدكتور محمد عفيفى"جميع قادة العالم على مر العصور اتخذوا قرارات لم تلقى بترحيب شعبى ولكن ذلك لا يعنى أنها كانت قرارات خاطئة"، مؤكدا أن المعارك والحروب التى خاضها صلاح الدين فرضها الواقع الزمنى واظروف التاريخية لوقته. وأكد الدكتور محمد عفيفى كذلك أن الأحداث التاريخية لا يمكن نزعها من سياقها أو الحكم عليها، مؤكدا أن دراسة كل واقعة فى ظروفها هى الطريقة المثلى للتعامل كذلك مع الأشخاص أمثال صلاح الدين، الذى كان قائدا لا يمكن تجاهل قيمته التاريخية، وأنه لا يمكننا الآن أن نجر أبطال التاريخ لمعاركنا الحالية مع العنف والإرهاب باعتبارهم متورطين فيه أو نماذجا له. وقال الباحث سامح الزهار المتخصص فى الآثار الإسلامية والقبطية لليوم السابع إن محاولات "فلترة" التاريخ ليصبح مقبولا لدى عامة الناس لن تنجح، مؤكدا أن صلاح الدين وكبقية القادة تصرف وفقا للظروف التاريخية التى أملاها عليه زمنه. وأشار سامح الزهار إلى أن مسألة هدم صلاح الدين لبعض الأهرام لبناء سور لحماية القاهرة وبناء قلعته، على سبيل المثال لم تكن تعتبر فى وقتها "جريمة" كما هى الآن، لافتا إلى أن المجتمع المصرى لم يكن يتعامل مع الأهرامات حينها باعتبارها آثارا، ولم تكن تمثل أى قيمة اقتصادية كما هو الوضع الآن. وأكد سامح الزهار أنه لا يمكن تجاهل قائدا وبطلا بقيمة صلاح الدين، الذى استعاد الأرض العربية التى استولى عليها الصليبيين، واستعاد القدس بعد انتصاره فى معركة حطين.
google-playkhamsatmostaqltradent